خلال الندوة التي عقدها التحالف الدولي AIDL بقصر الأمم المتحدة : أتهامات لتركيا بأرتكاب جرائم ضد الأنسانية

عقد التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات AIDL ندوة هامة بقصر الأمم المتحدة بجنيف ناقش فيها وأستعرض "ملف السجون وجرائم التعذيب وأنتهاكات حقوق الإنسان بتركيا" الندوة التى جرى أنعقادها الجمعة الماضية 12يوليو في القاعة الثامنة كانت على هامش أنعقاد الدورة الـ41 لمجلس حقوق الأنسان ,حيث وتعيش حالة حقوق الانسان والحريات بتركيا تراجع بشكل مخيف ومريع للغاية خاصة بعد الأنقلاب العسكري الفاشل منتصف ٢٠١٦,حيث أحكمت الأجهزة التركية قبضتها الحديدية والقمعية بشكل عنيف تجاة قمع الحريات وكافة الحقوقيين والنشطاء والصحفيين والمحاميين وكذلك تجاة العديد من البرلمانيين وأعضاء بلديات منتخبين وتجاة كافة المعارضين والأقليات حيث تعرض الكثير منهم للسجن والتعذيب والمعاملة القاسية والمهينة وبحسب اخر التقارير الدولية والتي أشارت لوجود قرابة ربع مليون معتقل يقبعون بالسجون كثاني أكبر دولة بالعالم بعدد المعتقلين بالاضافة لقضايا الاخفاء القسري والتعذيب والموت تحت التعذيب بالسجون والقتل خارج أطار القانون ,الأمرالذي دعا المقرر الخاص المعني بالتعذيب للتطرق صراحتا لهذه المسائل في تصريح له في فبراير الماضي من هذا العام سبقها العديد من التصريحات والتنديدات الدولية كان أهمها التصريحات التي أدلى بها المقرر الخاص في عام 2016 متهما" تركيا بأرتكاب أنتهاكات لحقوق الانسان وجرائم تعذيب.
الندوة الدولية والتي وبحسب مراقبون وصفوها من أهم وأبرز الندوات النوعية الدولية حيث ناقشت وسلطت الضوء حول ملف السجون وجرائم التعذيب وأوضاع حقوق الأنسان والحريات العامة بتركيا وهوا الملف الذي ضل ولفترة طويلة منسى ومسكوت عنة بشكل غريب ومريب, والتي شارك فيها عدد من المتحدثين الهامين كشهود عيان أدلو بشهاداتهم الحية على ماعانوة وعاشوة من ملاحقات وقمع وأنتهاكات بسبب نشاطهم المدني ومواقفهم المعارضة للنظام التركي الحالي , وقد شهدت الندوة حضور كبير نوعي ولافت وحضيت بأهتمام واسع من العديد من البرلمانيين والحقوقيين والمنظمات الدولية والمراقبين الدوليين والنشطاء والباحثين والأكاديميين والمهتمين والعديد من وسائل الأعلام الدولية المختلفة.
وكان المشاركين بالندوة وهم النائب السابق بالبرلمان التركي السيد فيصل سرييلديز وهوا عضو برلماني سابق بتركيا (2011-2017)وتعرض للأعتقال وتم نفية من البلاد وسحبت منة الجنسية وهوا شاهد عيان على المذبحة التي أرتكبها الجيش التركي في مدينة جزرين , بالاظافة للسيدة سلطان توبتاس وهى مناضلة مدنية ومدافعة نسوية ومسؤولة حركة المرأة الكردية في سويسرا تعرضت للسجن لمدة عشر سنوات بتركيا (1995-2005) , كما شارك السيد أيوب دورو وهوا ايضا" برلماني ورئيس بلدية سابق ويرأس حاليا" حزب الشعب الديمقراطي (HDP)في أوروبا, تعرض للسجن وللأعتقال وهوا شاهد حى على عنف السلطة تجاة المنظمات والنشطاء , كما كان من المقرر مشاركة الدكتور كمال سيدو وهوا مسؤول جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة والذي تعذر حضورة فيما أدار الندوة الناشط الحقوقي السيد محمد علي عضو مكتب التحالف الدولي.. وخلال الندوة تحدث البرلماني السيد سرييلديز عن المعاناة التي يعاني منها ويتعرض لها البرلمانيين وكافة النشطاء والسياسيين ومختلف شرائح المجتمع من ملاحقات وأعتقالات واسعة وقمع وعنف مفرط تجاههم والعديد من الأنتهاكات والتجاوزات الخطيرة لحقوق الانسان والحريات بحقهم بسبب مواقفهم المعارضة للنظام وممارستة والتي باتت تركيا حسب وصفة في ضل عهد أردغان وحزب العدالة والتنمية بالسجن الكبير والذي نفى بعهدهم العديد من المعارضين للخارج ومنعهم حتى من حق العودة.
وأضاف سرييلديز قولة بأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بهروبهم عن تحمل مسؤوليتها تجاة كل تلك الأنتهاكات وعدم ردع النظام التركي سمحوا وشجعوا النظام لأرتكاب المزيد من الأنتهاكات والتجاوزات والخروقات للقانون الدولي والأنساني والتي العديد منها يرقى لجرائم حرب وجرائم ضد الأنسانية , مذكرا" بمجزرة جزرين عام 2016 والذي كان حاضرا" وشاهد حي على تلك المجزرة التي أرتكب فيها الجيش وأجهزة الأمن التركي حد وصفة أكبر مجزرة بشعة ومروعة وأبادة جماعية للمدينة والمدنيين الذين جرى أباداتهم وحرقهم أحياء بقصف للجيش التركي بقيادة أردغان واصفا" ماشاهدة حينها بأنها أهوال"يوم القيامة" والتي ستضل وتبقى أبشع جرائم التاريخ المعاصر حيث أبيدت مدينة جزرين بالكامل وتعرض للقتل والأبادة الجماعية فيها مايقارب 11 الف مدني دون أن تحرك الامم المتحدة والمجتمع الدولي بأسرة أي ساكن تجاة تلك المجزرة الوحشية والتي مرت دون أي محاسبة أو مسائلة و عقاب ..وأضاف بالقول بأن الديمقراطية والحريات في تركيا تراجعت كثيرا" منذ العام 1990 وخاصة منذ العام 2016 بعد ماوصفها بمسرحية الانقلاب الفاشل والذي أتهم أردغان بأصطتناع ذلك بغرض تعزيز قبضتة الحديدية وتصفية كافة معارضية بحجة الأنقلاب , حيث قال"حسب وصفة" بأنة كان مخطط من قبل أردغان وكانت هناك العديد من القوائم الجاهزة والمعدة مسبقا" وهوا ماحدث بالفعل حيث أعتقل وزج بالسجون ما يقارب مائة وسبعة وسبعين الف منهم قضاة ودبلماسيين ونشطاء وصحفيين وأكاديميين ومدرسين وموظفين وعمال ومواطنيين وطلاب فيما فصل من الخدمة بشكل نهائي قرابة مائة وخمسين الف موظف أشبة بهلوكست جماعي وقال أن حملة القمع والملاحقة للمعارضين والنشطاء والصحفيين والأكاديميين مستمرة ولم تتوقف.
ووصف النائب البرلماني فيصل سرييلديز النظام التركي الحالي بالسلطة القمعية بعهد الديكتاتور رجب أردغان حيث كرر النائب البرلماني ذكر الرئيس التركي أردغان بدكتاتور العصر أكثر من مرة متهما" ايه بأنه جعل من تركيا سجن كبير ودمر كل قيم الديمقراطية والحريات وحولها لدولة فاشية قمعية معتبرا" أن وجود النظام الحالي برأسة أردغان يعد حد وصفة عامل خطير لزعزعزة الأمن والأستقرار بمنطقة الشرق الأوسط من خلال دعم النظام التركي العلني والواضح لكيانات وتنظيمات وجماعات لها علاقة مباشرة بتنيظمات أرهابية بالاظافة لعملة الدائمة لدعم وتوظيف الأسلام السياسي وفرضة داخل تركيا ومحاولاتة بفرضة خارجيا" ودعم حركات الأسلام السياسي في دول ومجتمعات أخرى وتدخلة الدائمة بالشوون الداخلية للدول ما يهدد أمن وسلامة المجتمع وخلق وايجاد العديد من الصراعات والمشاكل الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم والتي تهدد بأستمرار المزيد من الصراعات , وقال بأن سياسة حزب العدالة والتنمية العدوانية وخصوصا بعد 7 يونيو 2015 بعد تعرضة لهزيمة كبيرة في الأنتخابات العامة قام من ذلك الحين بالعمل على تجريف العشرات من المدن وأباداتها مذكرا" بالوحشية المفرطة التي يتم التعامل بها ضد الأقليات .
يما تحدث الناشطة بالحركة النسائية الكردية ومسؤولة المراة الكردية بسويسرا السيدة سلطان توبتاش عن ماتعرضت له خلال فترة أعتقالها التي أستمرت على مدى عشر سنوات بسببب نشاطها ودفاعها عن المراة الكردية من أنتهاكات مفزعة وتعذيب ومعاملة مهينة حيث شرحت كيفية المعاملة المهينة والعنفية تجاة السجناء وعدم منحهم أي حقوق واصفة ماعشتة خلال السجن طوال العشر سنوات بأنه كابوس مرعب مازالت تعاني من اثاره حتى اللحظة وخلال شرحها وسردها لمعاناتها وللقصص المفزعة التي تتعرض لها المعتقلات والسجينات منذ بداية أول يوم لأعتقالهن من ضرب مبرح وتعذيب وأهانة وخلع للملابس وأغتصاب لعدد منهن والكثير من الأمور المروعة ,الأمر الذي أدى بعدد من الحاضرين بالندوة للأجهاش بالبكاء جراء سماعهم لتلك الوقائع المفزعة , والتي قالت السيدة توبتاش بأن المجتمع الدولي خذلهم وتركهم وحيدين مجردين من أي حقوق تذكر أو حتى أدنى ذكر أو حديث عنهم ولمعاناتهم وكأن النظام التركي فوق القانون الدولي والمجتمع الدولي ولا رادع له الأمر الذي برأيها السبب الرئيسي بتشجيع ودعم النظام التركي وجرئتة على أرتكاب المزيد والمزيد من تلك الأنتهاكات والجرائم المروعة بحق الحريات وحقوق الاتسان وبحق الأنسانية جمعاء .
وقالت توبتاش أن واقع الأعتقالات والمعتقلين والسجناء والسجون وأستمرار التعذيب والمعاملة المهنية لا يزال هوا نفسة ولم يتغير الحال أنلم يكون قد أزداد أكثر وأكثر سوء حيث بلغ عدد المحتجزين في العام 2002 لـ 59 ألف و429شخص بينما أرتفع هذا العدد إلى أكثر من أربع مرات في عام 2018 , فيما أضافة الحكومة الحالية 53 سجنًا إضافيًا وتعمل على بناء 384 سجن أضافي يجري العمل عليها, وقالت بأن السجون التركية لا تحترم بالمطلق حقوق الانسان وتحرم الألف من المعتقلين والسجناء لكامل حقوقهم وتحرمهم حتى من حق العلاج بما في ذلك 334 يعانون من المرض الشديد وتم رفض علاجهم وتعرض قرابة 40 سجين للموت بالسجون جراء حرمانهم من العلاج وذلك العام الماضي فقط واصفة وضع السجون التركية بالجحيم.
من جانبة تحدث البرلماني والمحافظ السابق والرئيس الحالي لحزب الشعوب الديمقراطي في اوروبا السيد أيوب دورو عن المعركة الحقوقية التي يخوضونها ونضالهم لأطلاع وأشعار المجتمع الدولي والأتحاد والبرلمان الأوربي والأمم المتحدة واليات حقوق الانسان والمقررين الخاصين وكافة الموسسات والجهات الدولية ومع المنظمات الدولية المعنية وذلك لأطلاعهم على المعاناة والأنتهاكات المروعة الحاصلة بحق الشعب التركي وبحق الأقليات وكافة المعارضين للنظام الحالي .
مطالبا" بمحاكمة أردوغان كمجرم حرب وذلك على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي أرتكبها وقام بها وهى كثيرة مضيفا" بإن النظام الحالي بات في حالة هيجان مريع ولايحترم القانون الدولي ولا أي مواثيق دولية بل وصل به الحد خارج حدودة بدعم تنظيمات رداكالية مرتبطة بتنظيمات أرهابية وقيامة بقصف مدن داخل الأراضي العراقية وغزوة للأراضي ومدن كردية في سوري وتدخلة بتغيير أنظمة في العديد من بلدان أخرى في المنطقة.. وقال أيوب دورو مذكرا" المجلس الأوروبي والقرارات التي أتخذها الأتحاد الأوروبي بشأن الانتهاكات بتركيا بأنها لم تطبق مشيرا" الى تخاذل المسؤولين الأمميين عن القيام بواجابتهم تجاة تحقيق المسائلة وضمان عدم الأفلات من العقاب بتجاهل العديد من الشكاوي والمطالبات بالتحقيق بالعديد من الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها النظام التركي الحالي مشيدا" بدور مختلف المؤسسات والهئيات الحقوقية الدولية ومنها التحالف الدولي AIDL والتي تعمل على كشف وفضح ومتابعة الأنتهاكات المرتكبة .
كما ألقت السيدة أمينة لتنبوا نادو وهى ناشطة حقوقية بلجيكية ومدافعة نسـوية وعضو مكتب التحالف الدولي AIDL ببروكسل أشادت فيها بنضال المرأة الكردية لنيل حقوقها معبرا" عن مدى الحزن العميق جراء سماع تلك المعاناة المريرة وخذلان المجتمع الدولي موكدة بانهم ومن خلال منظمة التحالف الدولي سيعملون كل مابوسعهم للوقوف الى جانب ماتعانية المرأة بتركيا وتجاة قضايا الحقوق والحريات وتجاة ضمان حقوق كافة الأقليات هناك .. وبعد ما جرى أستعراضة خلال الندوة من شهادات حية حول السجل المرعب والحافل بالأنتهاكات والجرائم المرتكبة من قبل السلطات التركية, والتي أجمع المشاركين على أنها جرائم ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الأنسانية فقد خلصت الندوة لعدد من المخرجات والتوصيات الهامة والتي أعلن التحالف الدولي AIDL على تبنيها والعمل عليها وكانت أهمها كالتالي :-
1- الأدانة الكاملة لكافة الأنتهاكات والتجاوزات والجرائم المرتكبة من قبل النظام التركي .
2- دعوة الأمم المتحدة والمقررين الخاصين وكافة الجهات الدولية المعنية بمتابعة ملف الأنتهاكات بتركيا وضرورة أرسال محققين ومراقبين دوليين للتحقيق في مختلف تلك الجرائم والأنتهاكات الحاصلة , وضرورة العمل على تفعيل الية الرقابة والمحاسبة لضمان تحقيق العدالة وعدم الأفلات من العقاب .
3- يؤكد التحالف الدولي AIDL على مواصلة مراقبة أوضاع حقوق الأنسان والحريات العامة بتركيا والكشف عن أي أنتهاكات وفتح خط ساخن لأستقبال الشكاوي والبلاغات , والأطلاع الدائم للأمم المتحدة والمقررين الخاصين والتنسيق مع مختلف الجهات الدولية المعنية والعمل على مواصلة أقامة الفعاليات والأنشطة الحقوقية بهذا الشأن حتى تحقيق العدالة وضمان عدم الأفلات من العقاب .
4- يؤكد التحالف الدولي AIDL العمل على تفعيل كافة الوسائل القانونية بمافيها المحاكم الدولية لملاحقة كافة المتورطين بتلك الأنتهاكات والجرائم وعلى رأسهم ملاحقة الرئيس التركي رجب طيب أردغان كمجرم حرب بأعتبارة المسؤول الأول عن كافة تلك الأنتهاكات .