التحالف الدولي:يكشف عن ملف خطير للغاية بشان قرابة 500 من المفقودين بالبحر من المهاجرين الغير شرعيين

كشف التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات"عدل" AIDL عن أحدى أخطر التقارير الحقوقية الصادمة بشان ملف المفقودين بالبحر من المهاجرين الغير شرعيين والذي أشار التحالف بتقريره الخاص والذي أعدته رئيسة مكتب قضايا المهاجرين واللاجئين بالتحالف بعد بحث وتحري وتقصى أستمر لفترة طويلة تمكن خلالها المكتب من الحصول على الكثير من المعلومات حول ذلك والتي تفيد ان هناك قرابة 500 مفقود من المهاجرين الغير شرعيين بالبحر لايعلم مصيرهم ولم يكشف حتى عن جثثهم وكشف التقرير عن معلومات تفيد بعمليات نصب تعرضت لها عدد من اسر المفقودين عبر مكالمات غامضه من تونس تفيد تواجد أبنائهم بالسجون التونسية ويطالبون أموال لإخراجهم والكشف عنهم .
نص التقرير المرفوع للتحالف من رئيسة مكتب قضايا المهاجرين واللاجئين :ـ الموضوع / تقرير للتحالف الدولي "عدل" حول قضية المهاجرين الغير شرعيين عبر البحر المفقودين من الجزائر مايعرف "بالحراقة" .
فحوى التقرير/ أكثر من 500 مفقود من المهاجرين الغير شرعيين في عرض البحر المتوسط وعائلاتهم تائهة في البحث وتستنجد في غياب تنسيق دولي فعلي مع إشاعة تواجد عدد من المفقودين الجزائريين في السجون التونسية مع تلقى عدد من الاسر لمكالمات غامضة قادمة من تونس تطالبهم دفع أموال للكشف عن مصير ذويهم المتواجدين بالسجون التونسية .. الدكتورة / سامية شهبي قمورة رئيس مكتب قضايا المهاجرين واللاجئين ـ عضو دولي في منظمة التحالف الدولي "عدل" نرفع لكم تقريرا حقوقيا عن موضوع مهم جدا وخطير للغاية يخص أكثر من 500 عائلة لمفقودين في البحر مسجلون منذ عام 2016 انطلقوا من الضفف الشرقية والوسطى والغربية للجزائر نحو الضفتين الأوروبيتين لإسبانيا غربا وإيطاليا شرقا.. ونعلمكم بأننا نتلقى يوميا وباستمرار منذ عدة أشهر طلبات تسجيل للبحث من عائلات تائهة تبكي أبناءها ولا يعلم أولئك إن كان أبناءهم أحياء أم أمواتا أم مرضى أم سجناء., وبحسب مصادرنا من العائلات نفسها ومن هيئات الصليب الأحمر الإسباني والفرنسي والإيطالي والهلال الأحمر الجزائري ومنظمات حقوقية جزائرية أخرى ومصالح الأمن الجزائرية والبحرية الإسبانية، فإن عدد المفقودين يبقى تقريبيا وحتما هو يفوق 500. لا يعلم أحد إن كانوا أحياء أم سجناء أم مرضى في المستشفيات أم ابتلاعهم البحر. انتظار العائلات قرب شباك الصيد كل صباح علها تخرج جثة لهم أصبح شبيها بصبر جهنم. يعيشون عذابا نفسيا رهيبا في غياب تنسيق دولي فعلي يربط تلك العائلات بالمفقودين. مع العلم أنه بالفعل تخرج الجثث في شباك الصيادين بصفة مستمرة من الحين إلى الآخر، معظم تلك الجثث يصعب التعرف عليها وفي حالة متقدمة من التعفن , وبحسب تحقيقاتنا في الميدان فإننا نرشح العدد الحقيقي لمفقودي الحرقة إلى ضعف المعلن عنه 500، لأن الكثير من العائلات لا تعلن عن فقدان الحراق خوفا من السلطات أو جهلا منها بوجوب ذلك أو بسبب انتمائها إلى مناطق نائية بدون وسائل اتصال حديثة (معظمهم من الدشرات والدواوير).. حيث ومنذ استلامنا لقضية المفقودين منذ أشهر فتحنا مركز بيانات لتدوين وتسجيل أكبر عدد من المعلومات عنهم وصورهم لنتمكن من إيجادهم. نحاول قدر المستطاع الوصول إلى أثرهم ولو لمعلومات بسيطة عنهم من الجهات الاسبانية والايطالية وحتى في الجزائر. نقوم بذلك بالتعاون مع هيئات الصليب الأحمر أما بالنسبة للصليب الإسباني نقوم بتنظيم دورات بحث معهم في المستشفيات والمراكز عن طريق قوائم الصور. كذلك نعمل على التواصل مباشرة مع البحرية الإسبانية وفرق الإنقاذ والصحافة المحلية الاسبانية بانتظام لتقصي إمكانية خروج جثث هناك , وعلى الرغم تكثيف جهودنا وعملنا اليومي الدقيق فإن حيثيات اختفاء أولئك الحراقة يبقى مجهولا بسبب صعوبة تجميع المعلومات من جميع الجهات وخاصة في عرض البحر المتوسط. وتبقى مسألة البحث في مياه الحوض المتوسط صعبة جدا لمحاولة اقتفاء الجثث أو اقتفاء أثر القوارب وإبجادها , هذا ونضيف إلى معلوماتكم ظهور ظاهرة غريبة جدا تشد انتباهنا حاليا وتجعلنا نفتح تحقيقا جديدا. ألا وهي تكثيف وتصعيد رنات مكالمات بدون صوت تصل من تونس إلى عائلات المفقودين الجزائريين. يعلمنا أحد أعضاء المنظمة الحقوقية من المرصد الجزائري بأنه متأكد من تواجد مجموعة كبيرة من المفقودين في سجون تونس وبأن أولئك هم المتصلون بأهاليهم. نحن نجد هذا غريبا جدا ونشك في صحته. نحن نحقق حاليا ونحاول تأكيد أو تكذيب المعلومة: ومن جهة نحاول منذ مدة التواصل مع الوزارة التونسية عن طريق سفيرها في فرنسا (باريس), ومن جهة أخرى نحاول الضغط على الوزارة الجزائرية للاستعلام عن رعاياها , ولكن للأسف هناك أهمال غريب للغاية من قبلهم وعدم تفاعل حتى اللحظة رغم تقدمنا رسميا بذلك .
ولذا فاننا بالوقت الذي نستغرب للغاية هذا الإهمال الجسيم واللامبالاة بحياة الناس ومواطني يعدون مسؤولين مسؤولية مباشرة لبلدانهم الاصلية ,فأننا نستنكر وبشدة ونتساءل أيضا عن غياب الحكومتين الرسميتين في هذه القضية. كيف لحكومة كاملة بكل أجهزتها أنها لا تستطيع الاستعلام من نظيرتها عن رعاياها !؟ في هذه القضية التي نجدها غريبة جدا نحن نطالب الحكومتين التونسية والجزائرية بشكل ملح جدا بالتقرب من الأهالي وإعلامهم بوجود أو لا لسجناء لديهم ..وكذلك وفي نفس السياق نفتح هنا ملفا جديدا للتساؤل عن غياب تسيير مركزي ذا طابع تنسيقي اوروبي-شمال أفريقي للربط بين العائلات والمفقودين. لا يمكن ترك عائلات بأكملها تائهة هكذا، بعض أفرادها يسافر بنفسه للبحث في جميع دول الحوض المتوسط حتى في المغرب وليبيا. لا يمكن للصمت أن يستمر في هذه الكارثة الإنسانية.
إضافة إلى قضايانا الأخرى المفزعة والصادمة للغاية بشان المهاجرين الغير شرعيين "الحراقة"المحبوسين والحراقة القصر والحراقة الموتى والحراقة النساء والحوامل نفتح الان قضية جديدة خطيرة عن الحراقة المفقودين. تتعدد القضايا والمشكل واحد والكارثة تتفاقم وتزيد وسط صمت دولي نستنكره بشدة.
نرفق هذا التقرير بإضافة صورة مصغرة لعينة صغيرة جدا من قائمة طويلة لمفقودين مسجلين لدينا و صورة أخرى لفقيد خرجت جثته في شباك أحد الصيادين في سبتمبر الماضي بغرب البلاد (مستغانم).
تقبلوا منا خالص الاحترام
الدكتورة / سامية شهبي قمورة
رئيسة مكتب قضايا المهاجرين واللاجئين بالتحالف الدولي AIDL